السر في العدد 313 عند الشيعة الروافض
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أولاً : الرقم 313 يرمز الى الإمام المهدي عليه السلام وإن الإمام سلام الله عليه يحتاج للسيطرة على العالم وإدارة أموره إلى هذا العدد المذكور في الروايات ولو احتاج إلى أكثر من ذلك أو اقل لكان العدد أكثر
أو اقل بكل تأكيد . وما دام إن الأمر متعلق بالعلم الإلهي بالنسبة للعدد اللازم إيجاده ضمن قوانين عالم الإمكان ، كان هذا العدد هو المطلوب لانجاز ما وعد به الرحمن من نشر العدل وبسطه على المعمورة بواسطة وليَه المدَخر وبمعيَة هؤلاء الخلَص من الأصحاب .
ثانياً : إن الله تعالى حكيم لم يخلق الأشياء ويضع مقاديرها في هذا الكون عبثا وإنما ، لكل شيء قدر معلوم ، ومن الذرة إلى المجرة كلٌ يسير بهذا النظام الدقيق المتقن ،
قال تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }( القمر آية ٤٩٩ ) وضمن هذا السياق لا بدّ أن تكون هنالك الكثير من العلل التي أوجدت هذا العدد دون غيره ، كل ما في الأمر غابت عنَا هذه العلل
لأنها غالبا ما تكون عللا لا يمكن أن يكون لعالم الحس منها نصيب وصَدَق من قال : قل للذي يدّعي في العلم معرفة علمت شيئا وغابت عنك أشياءُ
ثالثاً : هذا إذا تنزلنا عن الفقرة رقم ( ١ ) ولو على سبيل الأطروحة .
انه حينما يُؤذن للإمام سلام الله عليه في الخروج والتحرك لفتح العالم لم يكن قد وصل من المؤمنين إلى درجة الإخلاص الكامل إلا هؤلاء ( ٣١٣ ) ولو وجد غيرهم لشاركوا ولم يحرموا من شرف نيل القيادات المميزة مع الإمام عليه السلام .
رابعاً : إن المعركة الأولى التي قادها رسول الله صلى الله عليه واله والتي من خلالها قد فُتِح باب الجهاد لنشر الإسلام ، وبدت شوكة الإسلام بالقوة والظهور ، كان عدد جيش المسلمين فيها هو ( ٣١٣ ) . إضافة إلى أن هؤلاء الـ ( ٣١٣٣ ) في بدر كانوا خير من وجد من المؤمنين على وجه الأرض ، ولم يكن غيرهم يستحق شرف المشاركة مع الرسول صلى الله عليه واله في حربه الأولى ولذلك مثّل هذا الرقم تشكيلا مهما لكي يشرق من خلاله نور الإسلام من جديد ، وهنا يتحد المطلب مع واقعة بدر.
كما انه لم يوجد مسلمون إلا ( ٣١٣ ) وباعتبار درجة إخلاصهم المناسبة في تلك المرحلة الزمنية ، كذلك فإنه لا يوجد مسلمون بالمعنى الواقعي في زمن الظهور الشريف إلا هؤلاء ( ٣١٣ ) الذين سوف يشاركون مع إمامهم وباعتبار درجة الإخلاص التي يجب ان يكون عليها الفرد المخلص في هذه المرحلة من التأريخ .
مضافا إلى ما ورد في الحديث الشريف وبما مضمونه : ( سيعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبا ) ، وكما بدأ الإسلام بـ ( ٣١٣٣ ) من الرواد الإسلاميين فأنه سوف يعود غريبا ولا يوجد إلا أصحاب الإمام المهدي الذين يمثلون الإسلام الواقعي في حينه . ولكن هذه المرة فإن غربة هؤلاء الأصحاب المخلصين وبدرجاتهم العالية قد اكتملت أسبابها المؤدية للنصرة ولم يبق مجال لتأخير حركة إملاء الأرض بالقسط والعدل .
علما إننا يجب أن نلتفت إلى نقطة أساسية ومهمة جدا في تحقيق النصر وهي انه في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يوجد غير هؤلاء المسلمين الذين شاركوا في واقعة بدر بينما في زمن الإمام المهدي عليه السلام فانه يوجد الكثير من المخلصين غير هؤلاء ( ٣١٣ ) ولكن بدرجة أقل إخلاصا وتمحيصا .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم