هل يخطط ترامب لانقلاب عسكري في العراق وما قدرته على ذلك؟
مقالنا السابق كان حول انعكاسات فوز اردوغان على العراق والموقف الإقليمي وسنتمم قريبا جدلية صراع الزعامة التركي - السعودي.
.......
ونعود الى العنوان، فمن الواضح أن ترامب يطمح في ثروات دول الخليج النفطية ومنها العراق وسيحصل في النتيجة على ترليونات ولم يتوجه بعد الى العراق مثلما يحلم.
البعد الجغرافي، وطبيعة المجتمع العراقي، وسطحية التعامل الأميركي مع الواقع العراقي وشعوب المنطقة، وتداخل مصالح الدول، والقصور الكبير في فهم الادارات الأميركية للوضع الإقليمي، واتضاح نقاط الضعف الأميركية، عوامل أضعفت الدور الأميركي وسلطة التأثير في العراق، وهو ما يؤدي الى فشل ترامب في الاستحواذ على حصة كبيرة من نفط العراق واضعاف موارده المائية لجعله في حاجة الى دور أميركي.
من عدة أشهر، لوح ترامب بانسحاب (وشيك) من سوريا، لكنه سكت ولم يفعل شيئا، ليس بسبب المال الذي حصل عليه من السعوديين ورفاقهم من قسم من الخليجيين فقط، بل لأن منطقة انتشاره تشكل غطاء لوجود أكبر في العراق فضلا عن أنها منطقة نفطية.
ولتحقيق الأهداف، يستحيل كسب معظم الكتل السياسية لمصلحة أميركا حتى لو تملك زعماء بعضها ناطحات سحاب من أموال المسحوقين.
فلم يبق غير التفكير بعمل عسكري وفقا لحركة معلومات الشارع ورؤاه وسياسيين..
والعمل العسكري يرتكز على اتجاهين؛ الأول، يكون بصفة تدخل عسكري كبير ، وهو توجه محفوف جدا بمخاطر الفشل، لكثرة المعارضين والخصوم والأعداء، لا سيما أن الأميركيين ليسوا مستعدين لتحمل خسائر بشرية، لذلك، لن يحدث.
الاتجاه او الاحتمال أو الخيار الثاني هو القيام بانقلاب عسكري ينفذه عراقيون بدعم أميركي، وهذا هو ما يشغل أحلام دول خليجية ويشغل تفكير نسبة ليست قليلة من العراقيين رفضا وقلقا وتأييدا قليلا.
باختصار، ما حدث في مصر غير قابل للاستنساخ، ففي مصر كان هناك حراك شعبي منقسم الى قسمين فقط، والمصريون يحترمون القوات المسلحة جدا، وهنالك قوانين تتعامل بشدة مع أي حالة مس لها ولسمعتها ولو تفسيرا وخبرا وتعليقا، ولا وجود لبندقية علنية وليس تنظيمات فقط خارج اطار الدولة.
الوضع العراقي يختلف (جدا) عن مصر، والنظام السياسي في العراق أضعف دور القيادات العسكرية في مجالات عدة.
الجيش العراقي قد يتألف من ربع القوات المسلحة عددا، والسلاح في العراق منتشر جدا وبغداد ليست بعيدة عن ذلك، وكل الكلام عن حصر السلاح بيد الدولة لايزال نظريا، فالمسألة معقدة وتتطلب مواقف وقرارات وظروف ومعطيات حساسة.
الأميركان يحاولون التأثير على النفوذ الإيراني في العراق وهي مهمة شاقة جدا ومكلفة وتفوق قدرات وتخطيط الأميركيين وفقط المعطيات الاستراتيجية الحالية، ولا توجد وحدة عسكرية واحدة في كل القوات المسلحة بما في ذلك وحدات مكافحة الأرهاب التي ساعدوا في تجهيزها وتدريبها أميركية الهوى، حتى لو كان بعض القادة هنا وهناك يتمنون ذلك افتراضا، فالواقع أن المعادلات على الأرض وفي كل مكان لا تسمح بذلك، وقد أضرت سلوكيات بريمر بالمشروع الأميركي ومنها المحاصصة الطائفية والعدد المنفلت من الأحزاب.
إذا لننسى قصة الانقلاب، ولا ننسى وجود مئات آلاف المسلحين المنظمين وبعضهم مختلفون، والطرف الذي قد يفكر فيه (عند الطوارئ) هو الذي يمتلك اوراقا أقوى والمؤديات الاستراتيجية لا تعالج بأعمال تكتيكية.