لماذا الله يجعل الاطفال يصابوا بسرطان وهم صغار؟


 
تفاصيل السؤال:
بسم الله الواحد الاحد رب علي ومحمد السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
سؤالي :في يوم من الايام شاهدت أحد الملحدين يطرح سؤال سوف اطرحه عليكم اتمنى ان احصل على اجابه لهذا السؤال لانه يدور في رأسي لماذا الله تعالى يجعل الاطفال الذين لا ذنب لهم أن يصابوا بسرطان وهم صغار وليس لهم ذنوب فأين العدل من إصابة الأطفال بسرطان وشكرا لكم

هناك جوابان، سأعطيك الجواب المختصر أولاً ثم الجواب التفصيلي:

الجواب المختصر: حياكم الله وبياكم ان الله سبحانه وتعالى عادل فهو مبدأ العدل للخلق وان هذه الأشياء من أمراض وغيرها هيه احكام إلهيه فمنها الغيبيه ومنها معلومه ظنيه سوف نتكلم في الأمور الظنيه لان الغيبيه لا نقاش بها ( ونقطه مهمه إذا أشكل الملحد على الأمور الغيبيه فهذه أشياء في ديني يجب ان يقر بها عندما يناقشني في ديني ) اما الأمور الظنيه فهنا يجب ان تعلم ان واحده من اعظم دليل على وجود الله وجود هذه الأشياء لان النظام إذا اصبح بشكل مسير للخلق فهنا تثبت عدم وجود خالق أما إذا تنوع الخلق وتنوعت الصناعه فهنا يثبت هنالك صانع قد نوع في الخلق هذه نقطه مهمه ، النقطه الثانيه سوف تقول هل الصانع الي هوه الله فشل في خلقه سوف أقول لك لا والعياذ بالله ان من أسس الصانع يجب ان يصنع قوانين في النظام إذا لم يفعلها المصنوع يختل عنده المنظومه ف الروايات الشريفه قد نصت ان الذي يأكل الحرام ويفعل المحرمات و غيرها من المعاصي يبتليه الله في ذريته ويبتليه في حياته ف الان هل تستطيع ان تشكل على قوانين الدول المتطوره الذي تقول أنهم عادلين لماذا الموظف المهمل يطردونه من العمل وأطفاله لا ذنب لهم يستعطفون عليهم الدوله براتب بسيط ولا يتعادلون مع أطفال الموظف الملتزم فهنا هوه النظام الذي وضعه الله سبحانه وتعالى من يخالف النظام يبتليه الله في حياته ومن ضمن حياته ذريته


الجواب المفصل: أولًا، ينبغي أن نتذكر أن الله سبحانه وتعالى هو مصدر العدل المطلق والرحمة الواسعة. ولذلك، فإن أي تساؤل حول أفعال الله يجب أن ينطلق من هذا الفهم الأساسي. عندما نرى أطفالًا يصابون بأمراض مثل السرطان، قد يبدو الأمر لأول وهلة قاسيًا أو غير مفهوم بالنسبة لنا، لكن هناك جوانب متعددة لهذا الموضوع تحتاج إلى التأمل.

الأمور الغيبية والظنية:

من المهم أن نفرق بين الأمور الغيبية والأمور الظنية. الأمور الغيبية هي تلك التي تتجاوز إدراكنا البشري ولا يمكن لنا فهمها بشكل كامل في هذه الحياة، ويجب علينا قبولها بإيمان وتسليم، كما هو الحال مع العديد من الأسئلة المتعلقة بالقدر والحكمة الإلهية. إذا أراد أحد أن يناقش مسألة غيبية من منظور إيماني، عليه أن يقبل أن بعض الأمور لا يمكن فهمها بعقولنا المحدودة.

أما الأمور الظنية، فهي تلك التي يمكن أن نفكر فيها ونستنبط بعض الحكم منها بناءً على المعرفة والبحث. في هذا السياق، يمكننا النظر إلى أمراض الأطفال من عدة زوايا:

  1. التنوع في الخلق والنظام الكوني: إن تنوع الخلق واختلاف الظروف التي يمر بها كل إنسان هو جزء من النظام الكوني الذي يعكس حكمة الله في خلقه. إذا كان العالم خالياً من أي تحديات أو معاناة، فقد نفقد إحدى أهم دلائل وجود الله وحكمته في هذا الكون. وجود مثل هذه التحديات يعزز فهمنا بأن هناك نظامًا أعقد من أن يكون قد نشأ صدفةً، بل يدل على وجود خالق حكيم وضع قوانين معينة تحكم هذا الكون.

  2. الابتلاء كوسيلة للتطهير والرفع: الابتلاءات، ومنها الأمراض، قد تكون وسيلة لتطهير النفس ورفع الدرجات عند الله. فقد ورد في الروايات أن الأمراض والمصائب قد تكون كفارة للذنوب ووسيلة لتقوية الإيمان وزيادة الأجر في الآخرة. بالنسبة للأطفال، الذين هم دون سن التكليف، فإن أي ابتلاء يصيبهم قد يكون وسيلة لرفع درجاتهم ومضاعفة حسناتهم في الآخرة، دون أن يتحملوا وزرًا في الدنيا.

  3. نتائج الأفعال الإنسانية: هناك جانب آخر يجب أخذه في الاعتبار، وهو أن بعض الأمراض قد تكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لأفعال البشر، مثل التعرض للملوثات أو العوامل البيئية الضارة الناتجة عن التصرفات البشرية. الله سبحانه وضع قوانين في الكون، وإذا انتهكت هذه القوانين، فقد تكون هناك عواقب. تمامًا كما أن نظام الدولة يعاقب الموظف المهمل بإجراءات قد تؤثر على عائلته، فإن تصرفات الإنسان قد تؤدي إلى نتائج تؤثر على من حوله.

  4. العدل الإلهي مقابل العدل البشري: المقارنة بين عدل الله وعدل البشر غير دقيقة، لأن الله يعلم كل شيء، بما في ذلك ما في القلوب وما وراء الأحداث، بينما نحن نرى جزءًا صغيرًا من الصورة. قد نرى معاناة طفل ونعتقد أنها ظلم، لكن الله يعلم ما وراء هذه المعاناة وما سيترتب عليها من خير في الدنيا والآخرة.

الختام:

إن وجود مثل هذه التساؤلات دليل على عمق التفكير والرغبة في الفهم، وهو أمر إيجابي. لكن من المهم أن ندرك أن حكمة الله تتجاوز إدراكنا البشري، وأن الابتلاءات مهما كانت، هي جزء من اختبار الحياة. كل ما يصيب الإنسان، سواء كان طفلًا أو بالغًا، لا يخلو من حكمة أو مصلحة خفية قد لا ندركها الآن. علينا أن نتذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم بولدها، وأن أي ابتلاء في هذه الدنيا هو مؤقت، بينما الجزاء في الآخرة هو ما يدوم.

أحدث أقدم